نظام الاستقطاب وفق معادلة مع أو ضد أصبح سائدا في مشهدنا المحلي امتدادا للمشهد العربي ككل، سواء أكان ذلك في شأن محلي أو غيره، وهى معادلة عاطفية كما تبدو ظاهريا، خصوصا في ظل مفهوم القطيع الذي تعود واستمرأ التلقين، إلا أنها نفعية بامتياز عند متزعميها؛ لأنهم يعرفون ما يفعلون ويعدون مكاسبهم جيدا.
وأقرب مثال حالي لها ما حدث في مصر وصدى تردداته في مشهدنا الفكري والاجتماعي الخاص الذي تبني بقوة هذه المعادلة ودافع كل شخص عن رأيه باحترافية قتالية تلفت النظر، فمن مع عودة مرسي يبدعون في طروحاتهم وتبريراتهم لرجوعه، معلقين على وهم الشرعية الديمقراطية حتى أسماهم البعض بسفراء الإخوان، والدليل بيانهم الذي ذيلوه بتوقيع المثقفين، وهم يعلمون جيدا ويتجاهلون عمدا أن الشعب هو المحرك الأساسي لها، وهو من يمنحها شرعيتها أو يسحبها وفقا للفعل المتوقع من الشخص المنتخب وهو أول قاعدة أرساها الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصديق ــ رضي الله عنه، رغم أنه الوزير الأول لرسول الله ــ صلى الله عليه وسلم، وثاني اثنين، والصاحب القريب إلى رسول الله، حيث خاطبهم بقوله: أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، أي أنه اتجه للشعب وليس للخاصة أو لجماعة بعينها، ولأنه يعلم ان الشرعية مستمدة من الجمع لا من البعض، فكيف يمكن أن نسحب من الشعوب هذا الحق ونمنحه للبعض بزعم استعادة الشرعية، أليس فعلا عاطفيا مستعجلا، كما طالب بوضعه على محك التقويم باعتباره بشرا يخطئ ويصيب، بينما اتجه الإخوان إلى أبجديات التقديس التي أدخلتهم في متاهات الخرافة التي لم يقل بها أحد من قبل حتى أم مرسي الرسول وظهر لهم جبريل بحمامات خضر، فبأي دين ومنطق يمكن أن يدعم أصحاب هذا الفكر الذي أدى إيغالهم فيه إلى انشقاقات شبابية رفضته وتبنت أسلوبا آخر اعتمد على نبض الجماهير وحراكها ورغباتها بطريقة مختلفة عن العسكر الإخواني القديم، فيما سمي بالحمائم أو شباب الإخوان الذين رفضوا تدفق الدماء وانقسام المجتمع في استقطاب مميت لا يؤدى إلا لمزيد من الخراب، وهم أكثر دراية منا بما يدور في مجتمعهم من تيارات وظواهر، فهل يمكن تجاهل كل ذلك، أم أن ظاهرة الاستقطاب التي عاشها المريدون عندنا طويلا أكثر قوة من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها على محك الواقع. وكان حماسهم المتقد في مواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى رسوخ مفهوم أن الدفاع عن الإخوان هو دفاع عن الدين عند عامة الناس حتى تجد صداه العنيف في كل مقولة مخالفة تصدر من هنا وهناك بسكب التهم الجاهزة على مخالفيه في الرأي.
وقد تجاهل المتحمسون أن أدبيات الإخوان التي تكرس العنف كوسيلة للتغيير هي التي أسست لظهور القاعدة وتشبع بها العائدون من حمى معسكراتها مفخخين بفكر التفجير والتخريب في بلادنا. كما لا يجب أن ننسي تلاعبهم بالورقة الإيرانية كوسيلة ضغط على دول الخليج في وقت حرج من تاريخ العالم العربي وحسبة خاسرة ظنوا أنهم قادرون على تفعيلها، وقد أدى ذلك الحماس إلى بروز ظاهرة الاستقطاب الجماهيري لمعادلة مع وضد بقوة كالعادة، في تجاهل تام للحقائق المطرحة كل يوم عن حقيقة فكر الإخوان وأدائهم السياسي الفاشل والمخزي لمصر وللوطن العربي في فترة مرسي، فهل نتروى قليلا لتلمس إلى ما يقودنا ذلك وارتداده الاجتماعي والفكري علينا حين نعرضه على سلم العقل والحكمة لا الحماس المفتعل والخطب الرنانة، ليعود بنا إلى منهج الاعتدال الذي تنتهجه دولتنا وتسير عليه رغم كل العقبات، والإسلام باقٍ ولا يرتبط بوجود أشخاص أو جماعة أو غيابهم، وهم أكثر الناس معرفة بذلك.
وأقرب مثال حالي لها ما حدث في مصر وصدى تردداته في مشهدنا الفكري والاجتماعي الخاص الذي تبني بقوة هذه المعادلة ودافع كل شخص عن رأيه باحترافية قتالية تلفت النظر، فمن مع عودة مرسي يبدعون في طروحاتهم وتبريراتهم لرجوعه، معلقين على وهم الشرعية الديمقراطية حتى أسماهم البعض بسفراء الإخوان، والدليل بيانهم الذي ذيلوه بتوقيع المثقفين، وهم يعلمون جيدا ويتجاهلون عمدا أن الشعب هو المحرك الأساسي لها، وهو من يمنحها شرعيتها أو يسحبها وفقا للفعل المتوقع من الشخص المنتخب وهو أول قاعدة أرساها الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصديق ــ رضي الله عنه، رغم أنه الوزير الأول لرسول الله ــ صلى الله عليه وسلم، وثاني اثنين، والصاحب القريب إلى رسول الله، حيث خاطبهم بقوله: أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، أي أنه اتجه للشعب وليس للخاصة أو لجماعة بعينها، ولأنه يعلم ان الشرعية مستمدة من الجمع لا من البعض، فكيف يمكن أن نسحب من الشعوب هذا الحق ونمنحه للبعض بزعم استعادة الشرعية، أليس فعلا عاطفيا مستعجلا، كما طالب بوضعه على محك التقويم باعتباره بشرا يخطئ ويصيب، بينما اتجه الإخوان إلى أبجديات التقديس التي أدخلتهم في متاهات الخرافة التي لم يقل بها أحد من قبل حتى أم مرسي الرسول وظهر لهم جبريل بحمامات خضر، فبأي دين ومنطق يمكن أن يدعم أصحاب هذا الفكر الذي أدى إيغالهم فيه إلى انشقاقات شبابية رفضته وتبنت أسلوبا آخر اعتمد على نبض الجماهير وحراكها ورغباتها بطريقة مختلفة عن العسكر الإخواني القديم، فيما سمي بالحمائم أو شباب الإخوان الذين رفضوا تدفق الدماء وانقسام المجتمع في استقطاب مميت لا يؤدى إلا لمزيد من الخراب، وهم أكثر دراية منا بما يدور في مجتمعهم من تيارات وظواهر، فهل يمكن تجاهل كل ذلك، أم أن ظاهرة الاستقطاب التي عاشها المريدون عندنا طويلا أكثر قوة من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها على محك الواقع. وكان حماسهم المتقد في مواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى رسوخ مفهوم أن الدفاع عن الإخوان هو دفاع عن الدين عند عامة الناس حتى تجد صداه العنيف في كل مقولة مخالفة تصدر من هنا وهناك بسكب التهم الجاهزة على مخالفيه في الرأي.
وقد تجاهل المتحمسون أن أدبيات الإخوان التي تكرس العنف كوسيلة للتغيير هي التي أسست لظهور القاعدة وتشبع بها العائدون من حمى معسكراتها مفخخين بفكر التفجير والتخريب في بلادنا. كما لا يجب أن ننسي تلاعبهم بالورقة الإيرانية كوسيلة ضغط على دول الخليج في وقت حرج من تاريخ العالم العربي وحسبة خاسرة ظنوا أنهم قادرون على تفعيلها، وقد أدى ذلك الحماس إلى بروز ظاهرة الاستقطاب الجماهيري لمعادلة مع وضد بقوة كالعادة، في تجاهل تام للحقائق المطرحة كل يوم عن حقيقة فكر الإخوان وأدائهم السياسي الفاشل والمخزي لمصر وللوطن العربي في فترة مرسي، فهل نتروى قليلا لتلمس إلى ما يقودنا ذلك وارتداده الاجتماعي والفكري علينا حين نعرضه على سلم العقل والحكمة لا الحماس المفتعل والخطب الرنانة، ليعود بنا إلى منهج الاعتدال الذي تنتهجه دولتنا وتسير عليه رغم كل العقبات، والإسلام باقٍ ولا يرتبط بوجود أشخاص أو جماعة أو غيابهم، وهم أكثر الناس معرفة بذلك.